شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الخبر عن فتح مكة

صفحة 265 - الجزء 17

  قال الواقدي وقالت قريش لأبي سفيان ما صنعت وما وراءك وهل جئتنا بكتاب من محمد وزيادة في المدة فإنا لا نأمن من أن يغزونا فقال والله لقد أبى علي ولقد كلمت عليه أصحابه فما قدرت على شيء منهم ورموني بكلمة منهم واحدة إلا أن عليا قال لما ضاقت بي الأمور أنت سيد كنانة فأجر بين الناس فناديت بالجوار ثم دخلت على محمد فقلت إني قد أجرت بين الناس وما أظن محمدا يرد جواري فقال محمد أنت تقول ذاك يا أبا سفيان لم يزد على ذلك قالوا ما زاد علي على أن يلعب بك تلعبا قال فو الله ما وجدت غير ذلك.

  قال الواقدي فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم قال لما خرج أبو سفيان عن المدينة قال رسول الله ÷ لعائشة جهزينا وأخفي أمرك وقال رسول الله ÷ اللهم خذ عن قريش الأخبار والعيون حتى نأتيهم بغتة وروي أنه قال اللهم خذ على أبصارهم فلا يروني إلا بغتة ولا يسمعون بي إلا فجأة قال وأخذ رسول الله ÷ الأنقاب وجعل عليها الرجال ومنع من يخرج من المدينة فدخل أبو بكر على عائشة وهي تجهز رسول الله ÷ تعمل له قمحا سويقا ودقيقا وتمرا فقال لها أهم رسول الله ÷ بغزو قالت لا أدري قال إن كان هم بسفر فآذنينا نتهيأ له قالت لا أدري لعله أراد بني سليم لعله أراد ثقيفا أو هوازن فاستعجمت عليه فدخل على رسول الله ÷ فقال يا رسول الله أردت سفرا قال نعم قال أفأتجهز قال نعم قال وأين تريد قال قريشا وأخف ذلك يا أبا بكر وأمر رسول الله ÷ الناس فتجهزوا وطوى عنهم الوجه الذي يريد وقال له أبو بكر يا رسول الله أوليس بيننا وبينهم مدة فقال إنهم غدروا ونقضوا العهد