شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر الخبر عن فتح مكة

صفحة 278 - الجزء 17

  بالبطحاء فلم أجده ووجدت فيه فاطمة فقلت لها ما لقيت من ابن أمي علي أجرت حموين لي من المشركين فتفلت عليهما ليقتلهما قالت وكانت أشد علي من زوجها وقالت لم تجيرين المشركين وطلع رسول الله ÷ وعليه الغبار فقال مرحبا بفاختة وهو اسم أم هانئ فقلت ما ذا لقيت من ابن أمي علي ما كدت أفلت منه أجرت حموين لي من المشركين فتفلت عليهما ليقتلهما فقال ما كان ذلك له قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت ثم أمر فاطمة فسكبت له غسلا فاغتسل ثم صلى ثماني ركعات في ثوب واحد ملتحفا به وقت الضحى قالت فرجعت إليهما وأخبرتهما وقلت إن شئتما فأقيما وإن شئتما فارجعا إلى منازلكما فأقاما عندي في منزلي يومين ثم انصرفا إلى منازلهما.

  وأتى آت إلى النبي ÷ فقال إن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متفضلان في الملإ المزعفر فقال لا سبيل إليهما قد أجرناهما.

  قال الواقدي ومكث رسول الله ÷ في قبة ساعة من النهار ثم دعا براحلته بعد أن اغتسل وصلى فأدنيت إلى باب القبة وخرج وعليه السلاح والمغفر على رأسه وقد صف له الناس فركبها والخيل تمعج ما بين الخندمة إلى الحجون ثم مر وأبو بكر إلى جانبه على راحلة أخرى يسير ويحادثه وإذا بنات أبي أحيحة سعيد بن العاص بالبطحاء حذاء منزل أبي أحيحة وقد نشرن شعورهن فلطمن وجوه الخيل بالخمر فنظر رسول الله ÷ إلى أبي بكر فتبسم وأنشده قول حسان