ذكر بقية الخبر عن فتح مكه
  آخذا بيد عبد الله بن سعد واقفين بين يديه فقال عثمان يا رسول الله هذا أخي من الرضاعة إن أمه كانت تحملني وتمشيه وترضعني وتفطمه وتلطفني وتتركه فهبه لي فأعرض رسول الله ÷ عنه وجعل عثمان كلما أعرض رسول الله عنه استقبله بوجهه وأعاد عليه هذا الكلام وإنما أعرض # عنه إرادة لأن يقوم رجل فيضرب عنقه فلما رأى ألا يقوم أحد وعثمان قد انكب عليه يقبل رأسه ويقول يا رسول الله بايعه فداك أبي وأمي على الإسلام فقال رسول الله ÷ نعم فبايعه.
  قال الواقدي قال رسول الله ÷ بعد ذلك للمسلمين ما منعكم أن يقوم منكم واحد إلى هذا الكلب فيقتله أو قال الفاسق فقال عباد بن بشر والذي بعثك بالحق إني لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلي فأضرب عنقه ويقال إن أبا البشير هو الذي قال هذا ويقال بل قاله عمر بن الخطاب فقال # إني لا أقتل بالإشارة وقيل إنه قال إن النبي لا يكون له خائنة الأعين.
  قال الواقدي فجعل عبد الله بن سعد يفر من رسول الله ÷ كلما رآه فقال له عثمان بأبي أنت وأمي لو ترى ابن أم عبد يفر منك كلما رآك فتبسم رسول الله ÷ فقال أولم أبايعه وأؤمنه قال بلى ولكنه يتذكر عظم جرمه في الإسلام
  فقال إن الإسلام يجب ما قبله قال الواقدي وأما الحويرث بن معبد وهو من ولد قصي بن كلاب فإنه كان يؤذي رسول الله ÷ بمكة فأهدر دمه فبينما هو في منزله يوم الفتح وقد أغلق عليه بابه جاء علي # يسأل عنه فقيل له هو في البادية وأخبر الحويرث أنه جاء يطلبه وتنحى علي # عن بابه فخرج الحويرث يريد أن