شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

79 - ومن كتاب كتبه # لما استخلف إلى أمراء الأجناد

صفحة 77 - الجزء 18

٧٩ - ومن كتاب كتبه # لما استخلف إلى أمراء الأجناد

  أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ مَنَعُوا اَلنَّاسَ اَلْحَقَّ فَاشْتَرَوْهُ وَأَخَذُوهُمْ بِالْبَاطِلِ فَاقْتَدَوْهُ أي منعوا الناس الحق فاشترى الناس الحق منهم بالرشى والأموال أي لم يضعوا الأمور مواضعها ولا ولوا الولايات مستحقيها وكانت أمورهم الدينية والدنياوية تجري على وفق الهوى والغرض الفاسد فاشترى الناس منهم الميراث والحقوق كما تشترى السلع بالمال.

  ثم قال وأخذوهم بالباطل فاقتدوه أي حملوهم على الباطل فجاء الخلف من بعد السلف فاقتدوا بآبائهم وأسلافهم في ارتكاب ذلك الباطل ظنا أنه حق لما قد ألفوه ونشئوا وربوا عليه.

  وروي فاستروه بالسين المهملة أي اختاروه يقال استريت خيار المال أي اخترته ويكون الضمير عائدا إلى الظلمة لا إلى الناس أي منعوا الناس حقهم من المال واختاروه لأنفسهم واستأثروا به