باب الحكم والمواعظ
  لتابع من أتباعه ليوفر هذا على مخلفيه فخجل المعتصم حتى ظهر خجله للحاضرين الفصل الثاني في الجبن وقد تقدم قولنا في فضل الشجاعة.
  وقال هشام بن عبد الملك لمسلمة أخيه يا أبا سعيد هل دخلك ذعر في حرب قط شهدتها قال ما سلمت في ذلك عن ذعر ينبه على حيلة ولا غشيني ذعر سلبني رأيي فقال له هشام هذه والله البسالة قال أبو دلامة وكان جبانا:
  إني أعوذ بروح أن يقدمني ... إلى القتال فتشقى بي بنو أسد
  إن المهلب حب الموت أورثكم ... ولم أرث رغبة في الموت عن أحد
  قال المنصور لأبي دلامة في حرب إبراهيم تقدم ويلك قال يا أمير المؤمنين شهدت مع مروان بن محمد أربعة عساكر كلها انهزمت وكسرت وإني أعيذك بالله أن يكون عسكرك الخامس.
  الفصل الثالث في الفقر وقد تقدم القول فيه أيضا.
  ومثل قوله الفقر يخرس الفطن عن حاجته قول الشاعر:
  سأعمل نص العيس حتى يكفني ... غنى المال يوما أو غنى الحدثان
  فللموت خير من حياة يرى لها ... على الحر بالإقلال وسم هوان
  متى يتكلم يلغ حكم كلامه ... وإن لم يقل قالوا عديم بيان
  كأن الغنى عن أهله بورك الغنى ... بغير لسان ناطق بلسان
  ومثل قوله # والمقل غريب في بلدته قول خلف الأحمر:
  لا تظني أن الغريب هو النائي ... ولكنما الغريب المقل
  وكان يقال مالك نورك فإن أردت أن تنكسف ففرقه وأتلفه.