شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أمر الناس بعد وقعة النهروان

صفحة 195 - الجزء 2

  ويقول انفروا إلى بقية الأحزاب فأبغضته ودخل بغضه في قلبي ومن يبغض عليا # لا تقبل روايته.

  فإن قيل فما يقول مشايخكم في قوله # انفروا إلى من يقاتل على دم حمال الخطايا أليس هذا طعنا منه # في عثمان قيل الأشهر الأكثر في الرواية صدر الحديث وأما عجز الحديث فليس بمشهور تلك الشهرة وإن صح حملناه على أنه أراد به معاوية وسمى ناصريه مقاتلين على دمه لأنهم يحامون عن دمه ومن حامى عن دم إنسان فقد قاتل عليه.

  وروى أبو نعيم الحافظ قال حدثنا أبو عاصم الثقفي قال جاءت امرأة من بني عبس إلى علي # وهو يخطب بهذه الخطبة على منبر الكوفة فقالت يا أمير المؤمنين ثلاث بلبلن القلوب عليك قال وما هن ويحك قالت رضاك بالقضية وأخذك بالدنية وجزعك عند البلية فقال إنما أنت امرأة فاذهبي فاجلسي على ذيلك فقالت لا والله ما من جلوس إلا تحت ظلال السيوف.

  وروى عمرو بن شمر الجعفي عن جابر عن رفيع بن فرقد البجلي قال سمعت عليا # يقول يا أهل الكوفة لقد ضربتكم بالدرة التي أعظ بها السفهاء فما أراكم تنتهون ولقد ضربتكم بالسياط التي أقيم بها الحدود فما أراكم ترعوون فلم يبق إلا أن أضربكم بسيفي وإني لأعلم ما يقومكم ولكني لا أحب أن ألي ذلك منكم وا عجبا لكم ولأهل الشام أميرهم يعصي الله وهم يطيعونه وأميركم يطيع الله وأنتم تعصونه والله لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ولو سقت الدنيا بحذافيرها إلى الكافر لما أحبني وذلك أنه قضى ما قضى على لسان النبي الأمي أنه لا يبغضني