شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أقوال وحكايات حول الحمقى

صفحة 164 - الجزء 18

  فقال المهلب حسبك يرحمك الله.

  وكان عبد الملك بن هلال عنده زنبيل مملوء حصا للتسبيح فكان يسبح بواحدة واحدة فإذا مل طرح اثنتين اثنتين ثم ثلاثا ثلاثا فإذا ازداد ملالة قبض قبضة وقال سبحان الله عددك فإذا ضجر أخذ بعرا الزنبيل وقلبه وقال سبحان الله بعدد هذا.

  ودخل قوم منزل الخريمي لبعض الأمر فجاء وقت صلاة الظهر فسألوه عن القبلة فقال إنما تركتها منذ شهر.

  وحكى بعضهم قال رأيت أعرابيا يبكي فسألته عن سبب بكائه فقال بلغني أن جالوت قتل مظلوما.

  وصف بعضهم أحمق فقال يسمع غير ما يقال ويحفظ غير ما يسمع ويكتب غير ما يحفظ ويحدث بغير ما يكتب.

  قال المأمون لثمامة ما جهد البلاء يا أبا معن قال عالم يجري عليه حكم جاهل قال من أين قلت هذا قال حبسني الرشيد عند مسرور الكبير فضيق علي أنفاسي فسمعته يوما يقرأ {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ١٥}⁣[المرسلات: ١٥] بفتح الذال فقلت له لا تقل أيها الأمير هكذا قل {لِلْمُكَذِّبِينَ ١٥}⁣[المرسلات: ١٥] وكسرت له الذال لأن المكذبين هم الأنبياء فقال قد كان يقال لي عنك أنك قدري فلا نجوت إن نجوت الليلة مني فعاينت منه تلك الليلة الموت من شدة ما عذبني.

  قال أعرابي لابنه يا بني كن سبعا خالصا أو ذئبا حائسا أو كلبا حارسا ولا تكن أحمق ناقصا.