شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خباب بن الأرت

صفحة 180 - الجزء 18

  ٤٨ - وَقَالَ # قُلُوبُ اَلرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ هذا مثل قولهم من لان استمال ومن قسا نفر وما استعبد الحر بمثل الإحسان إليه وقال الشاعر:

  وإني لوحشي إذا ما زجرتني ... وإني إذا ألفتني لألوف

  فأما قول عمارة بن عقيل:

  تبحثتم سخطي فكدر بحثكم ... نخيلة نفس كان صفوا ضميرها

  ولم يلبث التخشين نفسا كريمة ... على قومها أن يستمر مريرها

  وما النفس إلا نطفة بقرارة ... إذا لم تكدر كان صفوا غديرها

  فيكاد يخالف قول أمير المؤمنين # في الأصل لأن أمير المؤمنين # جعل أصل طبيعة القلوب التوحش وإنما تستمال لأمر خارج وهو التألف والإحسان وعمارة جعل أصل طبيعة النفس الصفو والسلامة وإنما تتكدر وتجمح لأمر خارج وهو الإساءة والإيحاش