فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم
  قالوا يدل على قدر مخزوم ما رأينا من تعظيم القرآن لشأنهم دون غيرهم من سائر قريش قال الله تعالى مخبرا عن العرب إنهم قالوا {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ٣١}[الزخرف: ٣١] فأحد الرجلين العظيمين بلا شك الوليد بن المغيرة والآخر مختلف فيه أهو عروة بن مسعود أم جد المختار بن أبي عبيد.
  وقال سبحانه في الوليد {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ١١ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ١٢ وَبَنِينَ شُهُودًا ١٣}[المدثر: ١١ - ١٣] الآيات.
  قالوا وفي الوليد نزلت {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى ٥ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى ٦}[عبس: ٥ - ٦].
  و في أبي جهل نزلت {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ٤٩}[الدخان: ٤٩].
  و فيه نزلت {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ١٧}[العلق: ١٧].
  و في مخزوم {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ}[المزمل: ١١].
  و فيهم نزلت {مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ}[الأنعام: ٩٤].
  و زعم اليقطري أبو اليقظان وأبو الحسن أن الحجاج سأل أعشى همدان عن بيوتات قريش في الجاهلية فقال إني قد آليت ألا أنفر أحدا على أحد ولكن أقول وتسمعون قالوا فقل قال من أيهم المحبب في أهله المؤرخ بذكره محلي الكعبة وضارب القبة والملقب بالخير وصاحب الخير والمير قالوا من بني مخزوم قال فمن أيهم ضجيع بسباسة والمنحور عنه ألف ناقة وزاد الركب ومبيض البطحاء قالوا من بني مخزوم قال فمن أيهم كان المقنع في حكمه والمنفذ وصيته على تهكمه وعدل الجميع في الرفادة وأول من وضع أساس الكعبة قالوا من بني مخزوم قال فمن