شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم

صفحة 298 - الجزء 18

  بن عبد شمس القشيري كان أبو طالب بن عبد المطلب يفتخر بأنه خاله وكفاك من رجل يفتخر أبو طالب بخئولته ألا ترى إلى قول أبي طالب:

  وخالي الوليد قد عرفتم مكانه ... وخالي أبو العاصي إياس بن معبد

  ومنهم حفص بن المغيرة وكان شريفا وعثمان بن المغيرة وكان شريفا ومنهم السيد المطاع هشام بن المغيرة وكان سيد قريش غير مدافع له يقول أبو بكر بن الأسود بن شعوب يرثيه:

  ذريني أصطبح يا بكر إني ... رأيت الموت نقب عن هشام

  تخيره ولم يعدل سواه ... ونعم المرء بالبلد الحرام

  وكنت إذا ألاقيه كأني ... إلى حرم وفي شهر حرام

  فود بنو المغيرة لو فدوه ... بألف مقاتل وبألف رام

  وود بنو المغيرة لو فدوه ... بألف من رجال أو سوام

  فبكيه ضباع ولا تملي ... هشاما إنه غيث الأنام

  ويقول له الحارث بن أمية الضمري:

  ألا هلك القناص والحامل الثقلا ... ومن لا يضن عن عشيرته فضلا

  وحرب أبا عثمان أطفأت نارها ... ولو لا هشام أوقدت حطبا جزلا

  وعان تريك يستكين لعلة ... فككت أبا عثمان عن يده الغلا

  ألا لست كالهلكى فتبكى بكاءهم ... ولكن أرى الهلاك في جنبه وغلا

  غداة غدت تبكي ضباعة غيثنا ... هشاما وقد أعلت بمهلكه ضحلا

  ألم تريا أن الأمانة أصعدت ... مع النعش إذ ولى وكان لها أهلا