فصل في نسب بني مخزوم وطرف من أخبارهم
  فمن للركب إذا مسوا طروقا ... وغلقت البيوت فلا هشاما
  وأوحش بطن مكة بعد أنس ... ومجد كان فيها قد أقاما
  فلم أر مثله في أهل نجد ... ولا فيمن بغورك يا تهاما
  قال الزبير وكان فارس قريش في الجاهلية هشام بن المغيرة وأبو لبيد بن عبدة بن حجرة بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وكان يقال لهشام فارس البطحاء فلما هلكا كان فارسي قريش بعدهما عمرو بن عبد العامري المقتول يوم الخندق وضرار بن الخطاب المحاربي الفهري ثم هبيرة بن أبي وهب وعكرمة بن أبي جهل المخزوميان قالوا وكان عام مات هشام تاريخا كعام الفيل وعام الفجار وعام بنيان الكعبة وكان هشام رئيس بني مخزوم يوم الفجار.
  قالوا ومنا أبو جهل بن هشام واسمه عمرو وكنيته أبو الحكم وإنما كناه أبا جهل رسول الله ÷ كان سيدا أدخلته قريش دار الندوة فسودته وأجلسته فوق الجلة من شيوخ قريش وهو غلام لم يطر شاربه وهو أحد من ساد على الصبا والحارث بن هشام أخو أبي جهل كان شريفا مذكورا وله يقول كعب بن الأشرف اليهودي الطائي:
  نبئت أن الحارث بن هشام ... في الناس يبني المكرمات ويجمع
  ليزور يثرب بالجموع وإنما ... يبني على الحسب القديم الأروع
  وهو الذي هاجر من مكة إلى الشام بأهله وماله في خلافة عمر بن الخطاب فتبعه أهل مكة يبكون فرق وبكى وقال إنا لو كنا نستبدل دارا بدار وجارا