شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من الوصايا الحكيمة

صفحة 384 - الجزء 18

  ١٦٤ - وَقَالَ # مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ اَلْخِيَرَةُ فِي يَدِهِ بِيَدِهِ قد تقدم القول في السر والأمر بكتمانه ونذكر هاهنا أشياء أخر.

  من أمثالهم مقتل الرجل بين لحييه.

  دنا رجل من آخر فساره فقال إن من حق السر التداني.

  كان مالك بن مسمع إذا ساره إنسان قال له أظهره فلو كان فيه خير لما كان مكتوما.

  حكيم يوصي ابنه يا بني كن جوادا بالمال في موضع الحق ضنينا بالإسرار عن جميع الخلق فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر.

  ومن كلامهم سرك من دمك فإذا تكلمت به فقد أرقته.

  وقال الشاعر:

  فلا تفش سرك إلا إليك ... فإن لكل نصيح نصيحا

  ألم تر أن غواة الرجال ... لا يتركون أديما صحيحا

  وقال عمر بن عبد العزيز القلوب أوعية الأسرار والشفاه أقفالها والألسن مفاتيحها فليحفظ كل امرئ مفتاح سره.