شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من الوصايا الحكيمة

صفحة 388 - الجزء 18

  ١٦٦ - وَقَالَ # مَنْ قَضَى حَقَّ مَنْ لاَ يَقْضِي حَقَّهُ فَقَدْ عَبَّدَهُ عَبَدَهُ عبده بالتشديد أي اتخذه عبدا يقال عبده واستعبده بمعنى واحد والمعني بهذا الكلام مدح من لا يقضي حقه أي من فعل ذلك بإنسان فقد استعبد ذلك الإنسان لأنه لم يفعل معه ذلك مكافاة له عن حق قضاه إياه بل فعل ذلك إنعاما مبتدأ فقد استعبده بذلك.

  وقال الشاعر في نقيض هذه الحال يخاطب صاحبا له:

  كن كأن لم تلاقني قط في الناس ... ولا تجعلن ذكراي شوقا

  وتيقن بأنني غير راء ... لك حقا حتى ترى لي حقا

  وبأني مفوق ألف سهم ... لك إن فوقت يمينك فوقا