شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة التحكيم ثم ظهور أمر الخوارج

صفحة 226 - الجزء 2

  وإن البغي والزور يزريان بالمرء في دينه ودنياه فاحذر الدنيا فإنه لا فرح في شيء وصلت إليه منها ولقد علمت أنك غير مدرك ما قضى فواته وقد رام قوم أمرا بغير الحق وتأولوه على الله جل وعز فأكذبهم ومتعهم قليلا ثم اضطرهم إلى عذاب غليظ فاحذر يوما يغتبط فيه من حمد عاقبة عمله ويندم فيه من أمكن الشيطان من قياده ولم يحاده وغرته الدنيا واطمأن إليها ثم إنك قد دعوتني إلى حكم القرآن ولقد علمت أنك لست من أهل القرآن ولا حكمه تريد والله المستعان فقد أجبنا القرآن إلى حكمه ولسنا إياك أجبنا ومن لم يرض بحكم القرآن فقد ضل ضلالا بعيدا فكتب معاوية إلى علي # أما بعد عافانا الله وإياك فقد آن لك أن تجيب إلى ما فيه صلاحنا وألفة بيننا وقد فعلت الذي فعلت وأنا أعرف حقي ولكني اشتريت بالعفو صلاح الأمة ولم أكثر فرحا بشيء جاء ولا ذهب وإنما أدخلني في هذا الأمر القيام بالحق فيما بين الباغي والمبغي عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فدعوت إلى كتاب الله فيما بيننا وبينك فإنه لا يجمعنا وإياك إلا هو نحيي ما أحيا القرآن ونميت ما أمات القرآن والسلام.

  قال نصر فكتب علي # إلى عمرو بن العاص يعظه ويرشده