شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مثل من شجاعة علي

صفحة 61 - الجزء 19

  البصيرة إنكم لتفرطون في تقريظ هذا الرجل فهل أنت محدثي بحديث عنه أذكره للناس فقال يا ربيعة وما الذي تسألني عن علي وما الذي أحدثك عنه والذي نفس حذيفة بيده لو وضع جميع أعمال أمة محمد ÷ في كفة الميزان منذ بعث الله تعالى محمدا إلى يوم الناس هذا ووضع عمل واحد من أعمال علي في الكفة الأخرى لرجح على أعمالهم كلها فقال ربيعة هذا المدح الذي لا يقام له ولا يقعد ولا يحمل إني لأظنه إسرافا يا أبا عبد الله فقال حذيفة يا لكع وكيف لا يحمل وأين كان المسلمون يوم الخندق وقد عبر إليهم عمرو وأصحابه فملكهم الهلع والجزع ودعا إلى المبارزة فأحجموا عنه حتى برز إليه علي فقتله والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من أعمال أمة محمد ÷ إلى هذا اليوم وإلى أن تقوم القيامة.

  وجاء في الحديث المرفوع أن رسول الله ÷ قال ذلك اليوم حين برز إليه برز الإيمان كله إلى الشرك كله.

  وقال أبو بكر بن عياش لقد ضرب علي بن أبي طالب # ضربة ما كان في الإسلام أيمن منها ضربته عمرا يوم الخندق ولقد ضرب علي ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها يعني ضربة ابن ملجم لعنه الله.

  وفي الحديث المرفوع أن رسول الله ÷ لما بارز علي عمرا ما زال رافعا يديه مقمحا رأسه نحو السماء داعيا ربه قائلا اللهم إنك أخذت مني عبيدة يوم بدر وحمزة يوم أحد فاحفظ علي اليوم عليا {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ٨٩}⁣[الأنبياء: ٨٩].

  وقال جابر بن عبد الله الأنصاري والله ما شبهت يوم الأحزاب قتل علي عمرا