نبذ مما قيل في السلطان
صفحة 173
- الجزء 19
  ٢٨٧ - وَقَالَ # لَيْسَتِ اَلرُّؤْيَةُ كَالْمُعَايَنَةِ مَعَ اَلْإِبْصَارِ فَقَدْ تَكْذِبُ اَلْعُيُونُ أَهْلَهَا وَلاَ يَغُشُّ اَلْعَقْلُ مَنِ اِسْتَنْصَحَهُ هذا مثل قوله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ٤٦}[الحج: ٤٦] أي ليس العمى عمى العين بل عمى القلب.
  كذلك قول أمير المؤمنين # ليست الرؤية مع العيون وإنما الرؤية الحقيقية مع العقول وقد ذهب أكابر الحكماء إلى أن اليقينيات هي المعقولات لا المحسوسات قالوا لأن حكم الحس في مظنة الغلط وطال ما كذب الحس واعتقدنا بطريقة اعتقادات باطلة كما نرى الكبير صغيرا والصغير كبيرا والمتحرك ساكنا والساكن متحركا فأما العقل فإذا كان المعقول به بديهيا أو مستندا إلى مقدمات بديهية فإنه لا يقع فيه غلط أصلا