شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

المقدمة

صفحة 6 - الجزء 1

  في مواضع يسيرة اقتضت الحال ذكرها وأعرضت عن كثير مما قاله إذ لم أر في ذكره ونقضه كبير فائدة.

  وأنا قبل أن أشرع في الشرح أذكر أقوال أصحابنا رحمهم الله في الإمامة والتفضيل والبغاة والخوارج ومتبع ذلك بذكر نسب أمير المؤمنين #، ولمع يسيرة من فضائله، ثم أثلث بذكر نسب الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين الموسوي | وبعض خصائصه ومناقبه، ثم أشرع في شرح خطبة نهج البلاغة التي هي من كلام الرضي أبي الحسن | فإذا انتهيت من ذلك كله ابتدأت بعون الله وتوفيقه في شرح كلام أمير المؤمنين # شيئا فشيئا.

  ومن الله سبحانه أستمد المعونة وأستدر أسباب العصمة وأستميح غمائم الرحمة وأمتري أخلاف البركة وأشيم بارق النماء والزيادة فما المرجو إلا فضله، ولا المأمول إلا طوله ولا الوثوق إلا برحمته ولا السكون إلا إلى رأفته، {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ٤ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٥}⁣[الممتحنة: ٤ - ٥]