شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل

صفحة 284 - الجزء 19

  ٣٧٢ - وَقَالَ # اَلْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ وَاَلْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَ أَجَابَهُ وَإِلاَّ اِرْتَحَلَ عَنْهُ لا خير في علم بلا عمل والعلم بغير العمل حجة على صاحبه وكلام أمير المؤمنين # يشعر بأنه لا عالم إلا وهو عامل ومراده بالعلم هاهنا العرفان ولا ريب أن العارف لا بد أن يكون عاملا.

  ثم استأنف فقال العلم يهتف بالعمل أي يناديه وهذه اللفظة استعارة.

  قال فإن أجابه وإلا ارتحل أي إن كان الإنسان عالما بالأمور الدينية ثم لم يعمل بها سلبه الله تعالى علمه ولم يمت إلا وهو معدود في زمرة الجاهلين ويمكن أن يفسر على أنه أراد بقوله ارتحل ارتحلت ثمرته ونتيجته وهي الثواب فإن الله تعالى لا يثيب المكلف على علمه بالشرائع إذا لم يعمل بها لأن إخلاله بالعمل يحبط ما يستحقه من ثواب العلم لو قدرنا أنه استحق على العلم ثوابا وأتى به على الشرائط التي معها يستحق الثواب