شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها

صفحة 332 - الجزء 19

  وقال الرشيد من افتخر بآبائه فقد نادى على نفسه بالعجز وأقر على همته بالدناءة.

  وقال ابن الرومي:

  وما الحسب الموروث لا در دره ... بمحتسب إلا بآخر مكتسب

  إذا العود لم يثمر وإن كان شعبة ... من الثمرات أعتده الناس في الحطب

  وقال عبد الله بن جعفر:

  لسنا وإن أحسابنا كرمت ... يوما على الآباء نتكل

  نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا

  وقال آخر:

  وما فخري بمجد قام غيري ... إليه إذا رقدت الليل عنه

  إلى حسب الفتى في نفسه انظر ... ولا تنظر هديت إلى ابن من هو

  وقال آخر:

  إذا فخرت بآبائي وأجدادي ... فقد حكمت على نفسي لأضدادي

  هل نافعي إن سعى جدي لمكرمة ... ونمت عن أختها في جانب الوادي

  وقال آخر:

  أيقنعني كوني بمن كوني ابنه ... أبا لي أن أرضى لفخري بمجده

  إذا المرء لم يحو العلاء بنفسه ... فليس بحاو للعلاء بجده

  وهل يقطع السيف الحسام بأصله ... إذا هو لم يقطع بصارم حده

  وقيل لرجل يدل بشرف آبائه لعمري لك أول ولكن ليس لأولك آخر.