شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما ورد في الطيب من الآثار

صفحة 344 - الجزء 19

  سمع عمر قول سحيم عبد بني الحسحاس:

  وهبت شمال آخر الليل قرة ... ولا ثوب إلا درعها وردائيا

  فما زال بردي طيبا من ثيابها ... مدى الحول حتى أنهج البرد باليا

  فقال له ويحك إنك مقتول فلم تمض عليه أيام حتى قتل.

  قال الشعبي الرائحة الطيبة تزيد في العقل.

  كان عبد الله بن زيد يتخلق بالخلوق ثم يجلس في المجلس.

  وكانوا يستحبون إذا قاموا من الليل أن يمسحوا مقاديم لحاهم بالطيب.

  واشترى تميم الداري حلة بثمانمائة درهم وهيأ طيبا فكان إذا قام من الليل تطيب ولبس حلته وقام في المحراب.

  وقال أنس يا جميلة هيئي لنا طيبا أمسح به يدي فإن ابن أم ثابت إذا جاء قبل يدي يعني ثابتا البناني.

  وقال سلم بن قتيبة لقد شممت من فلان رائحة أطيب من مشطة العروس الحسناء في أنف العاشق الشبق.

  ومن كلام بعض الصالحين الفاسق رجس ولو تضمخ بالغالية.

  عرضت مدنية لكثير فقالت له أنت القائل:

  فما روضة بالحزن طيبة الثرى ... يمج الندى جثجاثها وعرارها

  بأطيب من أردان عزة موهنا ... وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها

  لو كانت هذه الصفة لزنجية تجتلي الحلة لطابت هلا قلت كما قال سيدك إمرؤ القيس