شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما ورد في الطيب من الآثار

صفحة 346 - الجزء 19

  الزباد فليس مما يقرب ثيابي فقلت له قد يرتضع الجدي من لبن خنزيرة فلا يحرم لحمه لأن ذلك اللبن استحال لحما وخرج من تلك الطبيعة وعن تلك الصورة وعن ذلك الاسم وكذا لحم الجلالة فالمسك غير الدم والخل غير الخمر والجوهر لا يحرم لذاته وعينه وإنما يحرم للأعراض والعلل فلا تقزز منه عند ذكرك الدم فليس به بأس.

  قال الزمخشري والزبادة هرة ويقال للزيلع وهم الذين يجتلبون الزباد يا زيلع الزبادة ماتت فيغضب.

  وقال ابن جزلة الطبيب في المنهاج الزباد طيب يؤخذ من حيوان كالسنور يقال إنه وسخ في رحمها.

  وقال الزمخشري العنبر يأتي طفاوة على الماء لا يدري أحد معدنه يقذفه البحر إلى البر فلا يأكل منه شيء إلا مات ولا ينقره طائر إلا بقي منقاره فيه ولا يقع عليه إلا نصلت أظفاره والبحريون والعطارون ربما وجدوا فيه المنقار والظفر.

  قال والبال وهو سمكة طولها خمسون ذراعا يؤكل منه اليسير فيموت.

  قال وسمعت ناسا من أهل مكة يقولون هو ضفع ثور في بحر الهند وقيل هو من زبد بحر سرنديب وأجوده الأشهب ثم الأزرق وأدونه الأسود.

  وفي حديث ابن عباس ليس في العنبر زكاة إنما هو شيء يدسره البحر أي يدفعه.