نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها
  وقال الأعشى:
  لكالثور والجني يضرب وجهه ... وما ذنبه إن عافت الماء مشربا
  وما ذنبه إن عافت الماء باقر ... وما إن يعاف الماء إلا ليضربا
  قالوا في تفسيره لما كان امتناعها يتعقبه الضرب حسن أن يقال عافت الماء لتضرب وهذه اللام هي لام العاقبة كقوله لدوا للموت وعلى هذا فسر أصحابنا قوله سبحانه {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}[الأعراف: ١٧٩].
  و من مذاهب العرب أيضا تعليق الحلي والجلاجل على اللديغ يرون أنه يفيق بذلك ويقال إنه إنما يعلق عليه لأنهم يرون أنه إن نام يسري السم فيه فيهلك فشغلوه بالحلي والجلاجل وأصواتها عن النوم وهذا قول النضر بن شميل وبعضهم يقول إنه إذا علق عليه حلي الذهب برأ وإن علق الرصاص أو حلي الرصاص مات.
  وقيل لبعض الأعراب أتريدون شهرة فقال إن الحلي لا تشهر ولكنها سنة ورثناها.
  وقال النابغة:
  فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع
  يسهد من ليل التمام سليمها ... لحلي النساء في يديه قعاقع
  وقال بعض بني عذرة:
  كأني سليم ناله كلم حية ... ترى حوله حلي النساء مرصعا