نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها
  ومن تخيلات العرب ومذاهبها أنهم كانوا يفقئون عين الفحل من الإبل إذا بلغت ألفا كأنهم يدفعون العين عنها قال الشاعر:
  فقأنا عيونا من فحول بهازر ... وأنتم برعي البهم أولى وأجدر
  وقال آخر:
  وهبتها وكنت ذا امتنان ... تفقأ فيها أعين البعران
  وقال الآخر:
  أعطيتها ألفا ولم تبخل بها ... ففقأت عين فحيلها معتافا
  وقد ظن قوم أن بيت الفرزدق وهو:
  غلبتك بالمفقئ والمعنى ... وبيت المحتبي والخافقات
  من هذا الباب وليس الأمر على ذلك وإنما أراد بالفقء قوله لجرير:
  ولست ولو فقأت عينيك واجدا ... أخا كلقيط أو أبا مثل دارم
  وأراد بالمعنى قوله لجرير أيضا:
  وإنك إذ تسعى لتدرك دارما ... لأنت المعنى يا جرير المكلف
  وأراد بقوله بيت المحتبي قوله:
  بيت زرارة محتب بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
  وبيت الخافقات قوله:
  ومعصب بالتاج يخفق فوقه ... خرق الملوك له خميس جحفل