شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها

صفحة 387 - الجزء 19

  ومن تخيلات العرب ومذاهبها أنهم كانوا يفقئون عين الفحل من الإبل إذا بلغت ألفا كأنهم يدفعون العين عنها قال الشاعر:

  فقأنا عيونا من فحول بهازر ... وأنتم برعي البهم أولى وأجدر

  وقال آخر:

  وهبتها وكنت ذا امتنان ... تفقأ فيها أعين البعران

  وقال الآخر:

  أعطيتها ألفا ولم تبخل بها ... ففقأت عين فحيلها معتافا

  وقد ظن قوم أن بيت الفرزدق وهو:

  غلبتك بالمفقئ والمعنى ... وبيت المحتبي والخافقات

  من هذا الباب وليس الأمر على ذلك وإنما أراد بالفقء قوله لجرير:

  ولست ولو فقأت عينيك واجدا ... أخا كلقيط أو أبا مثل دارم

  وأراد بالمعنى قوله لجرير أيضا:

  وإنك إذ تسعى لتدرك دارما ... لأنت المعنى يا جرير المكلف

  وأراد بقوله بيت المحتبي قوله:

  بيت زرارة محتب بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل

  وبيت الخافقات قوله:

  ومعصب بالتاج يخفق فوقه ... خرق الملوك له خميس جحفل