شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها

صفحة 7 - الجزء 20

  أبو عبد الله جعفر بن محمد # فلا حول على الطاعة ولا قوة على ترك المعاصي إلا بالله وقال قوم وهم المجبرة لا فعل من الأفعال إلا وهو صادر من الله وليس في اللفظ ما يدل ما ادعوا وإنما فيه أنه لا اقتدار إلا بالله وليس يلزم من نفي الاقتدار إلا بالله صدق قولنا لا فعل من الأفعال إلا وهو صادر عن الله والأولى في تفسير هذه اللفظة أن تحمل على ظاهرها وذلك أن الحول هو القوة والقوة هي الحول كلاهما مترادفان ولا ريب أن القدرة من الله تعالى فهو الذي أقدر المؤمن على الإيمان والكافر على الكفر ولا يلزم من ذلك مخالفة القول بالعدل لأن القدرة ليست موجبة.

  فإن قلت فأي فائدة في ذكر ذلك وقد علم كل أحد أن الله تعالى خلق القدرة في جميع الحيوانات قلت المراد بذلك الرد على من أثبت صانعا غير الله كالمجوس والثنوية فإنهم قالوا بإلهين أحدهما يخلق قدرة الخير والآخر يخلق قدرة الشر