شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عبد الله بن الزبير وذكر طرف من أخباره

صفحة 137 - الجزء 20

  قال الحجاج في خطبته يوم دخل الكوفة هذا أدب ابن نهية أما والله لأؤدبنكم غير هذا الأدب.

  قال ابن ماكولا في كتاب الإكمال يعني مصعب بن الزبير وعبد الله أخاه وهي نهية بنت سعيد بن سهم بن هصيص وهي أم ولد أسد بن عبد العزى بن قصي وهذا من المواضع الغامضة.

  وروى الزبير بن بكار في كتاب أنساب قريش قال قدم وفد من العراق على عبد الله بن الزبير فأتوه في المسجد الحرام فسلموا عليه فسألهم عن مصعب أخيه وعن سيرته فيهم فأثنوا عليه وقالوا خيرا وذلك في يوم جمعة فصلى عبد الله بالناس الجمعة ثم صعد المنبر فحمد الله ثم تمثل:

  قد جربوني ثم جربوني ... من غلوتين ومن المئين

  حتى إذا شابوا وشيبوني ... خلوا عناني ثم سيبوني

  أيها الناس إني قد سألت هذا الوفد من أهل العراق عن عاملهم مصعب بن الزبير فأحسنوا الثناء عليه وذكروا عنه ما أحب ألا إن مصعبا اطبى القلوب حتى لا تعدل به والأهواء حتى لا تحول عنه واستمال الألسن بثنائها والقلوب بنصائحها والأنفس بمحبتها وهو المحبوب في خاصته المأمون في عامته بما أطلق الله به لسانه من الخير وبسط به يديه من البذل ثم نزل.

  وروى الزبير قال لما جاء عبد الله بن الزبير نعي المصعب صعد المنبر فقال