شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عبد الله بن الزبير وذكر طرف من أخباره

صفحة 140 - الجزء 20

  وهذا الأعرابي هو فضالة بن شريك فهجاه فقال:

  أرى الحاجات عند أبي خبيب ... نكدن ولا أمية بالبلاد

  من الأعياص أو من آل حرب ... أغر كغرة الفرس الجواد

  دخل عبد الله بن الزبير على معاوية فقال يا أمير المؤمنين لا تدعن مروان يرمي جماهير قريش بمشاقصه ويضرب صفاتهم بمعوله أما والله إنه لو لا مكانك لكان أخف على رقابنا من فراشه وأقل في أنفسنا من خشاشة وايم الله لئن ملك أعنة خيل تنقاد له لتركبن منه طبقا تخافه.

  فقال معاوية إن يطلب مروان هذا الأمر فقد طمع فيه من هو دونه وإن يتركه يتركه لمن فوقه وما أراكم بمنتهين حتى يبعث الله عليكم من لا يعطف عليكم بقرابة ولا يذكركم عند ملمة يسومكم خسفا ويسوقكم عسفا.

  فقال ابن الزبير إذن والله يطلق عقال الحرب بكتائب تمور كرجل الجراد تتبع غطريفا من قريش لم تكن أمه راعية ثلة.

  فقال معاوية أنا ابن هند أطلقت عقال الحرب فأكلت ذروة السنام وشربت عنفوان المكرع وليس للآكل بعدي إلا الفلذة ولا للشارب إلا الرنق.