شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عبد الله بن الزبير وذكر طرف من أخباره

صفحة 142 - الجزء 20

  بن العاص فيهم فقال ويحكم يا بني أمية أفيكم من يكفيني ابن الزبير فقال عمرو أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين قال ما أظنك تفعل قال بلى والله لأربدن وجهه ولأخرسن لسانه ولأردنه ألين من خميلة.

  فقال دونك فاعرض له إذا دخل فدخل ابن الزبير وكان قد بلغه كلام معاوية وعمرو فجلس نصب عيني عمرو فتحدثوا ساعة ثم قال عمرو:

  وإني لنار ما يطاق اصطلاؤها ... لدي كلام معضل متفاقم

  فأطرق ابن الزبير ساعة ينكت في الأرض ثم رفع رأسه وقال:

  وإني لبحر ما يسامى عبابه ... متى يلق بحري حر نارك يخمد

  فقال عمرو والله يا ابن الزبير إنك ما علمت لمتجلبب جلابيب الفتنة متأزر بوصائل التيه تتعاطى الذرى الشاهقة والمعالي الباسقة وما أنت من قريش في لباب جوهرها ولا مؤنق حسبها.

  فقال ابن الزبير أما ما ذكرت من تعاطي الذرى فإنه طال بي إليها وسما ما لا يطول بك مثله أنف حمي وقلب ذكي وصارم مشرفي في تليد فارع وطريف مانع إذ قعد بك انتفاخ سحرك ووجيب قلبك وأما ما ذكرت من أني لست من قريش في لباب جوهرها ومؤنق حسبها فقد حضرتني وإياك الأكفاء العالمون بي وبك فاجعلهم بيني وبينك.