شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار الخوارج

صفحة 281 - الجزء 2

  قال أبو العباس ونحو ذلك أن واصل بن عطاء ¦ أقبل في رفقة فأحسوا بالخوارج فقال واصل لأهل الرفقة إن هذا ليس من شأنكم فاعتزلوا ودعوني وإياهم وكانوا قد أشرفوا على العطب فقالوا شأنك فخرج إليهم فقالوا ما أنت وأصحابك فقال قوم مشركون مستجيرون بكم ليسمعوا كلام الله ويفهموا حدوده قالوا قد أجرناكم قال فعلمونا فجعلوا يعلمونهم أحكامهم ويقول واصل قد قبلت أنا ومن معي قالوا فامضوا مصاحبين فقد صرتم إخواننا فقال بل تبلغوننا مأمننا لأن الله تعالى يقول {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ}⁣[التوبة: ٦] قال فينظر بعضهم إلى بعض ثم قالوا ذاك لكم فساروا معهم بجمعهم حتى أبلغوهم المأمن.

  قال أبو العباس ولقيهم عبد الله بن خباب في عنقه مصحف على حمار ومعه امرأته وهي حامل فقالوا له إن هذا الذي في عنقك ليأمرنا بقتلك فقال لهم ما أحياه القرآن فأحيوه وما أماته فأميتوه فوثب رجل منهم على رطبة سقطت من نخلة فوضعها في فيه فصاحوا به فلفظها تورعا وعرض لرجل منهم خنزير فضربه فقتله فقالوا هذا فساد في الأرض وأنكروا قتل الخنزير ثم قالوا لابن خباب حدثنا عن أبيك

  فقال إني سمعت أبي يقول سمعت رسول الله ÷ يقول ستكون بعدي فتنة