شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عبد الله بن الزبير وذكر طرف من أخباره

صفحة 145 - الجزء 20

  قال المسعودي وأظهر عبد الله بن الزبير الزهد في الدنيا وملازمة العبادة مع الحرص على الخلافة وشبر بطنه فقال إنما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك الشبر وظهر عنه شح عظيم على سائر الناس ففي ذلك يقول أبو حمزة مولى آل الزبير:

  إن الموالي أمست وهي عاتبة ... على الخليفة تشكوا الجوع والحربا

  ما ذا علينا وما ذا كان يرزؤنا ... أي الملوك على ما حولنا غلبا

  وقال فيه أيضا:

  لو كان بطنك شبرا قد شبعت وقد ... أفضلت فضلا كثيرا للمساكين

  ما زلت في سورة الأعراف تدرسها ... حتى فؤادي مثل الخز في اللين

  وقال فيه شاعر أيضا لما كانت الحرب بينه وبين الحصين بن نمير قبل أن يموت يزيد بن معاوية:

  فيا راكبا إما عرضت فبلغن ... كبير بني العوام إن قيل من تعني

  تخبر من لاقيت أنك عائذ ... وتكثر قتلى بين زمزم والركن

  وقال الضحاك بن فيروز الديلمي:

  تخبرنا أن سوف تكفيك قبضة ... وبطنك شبر أو أقل من الشبر

  وأنت إذا ما نلت شيئا قضمته ... كما قضمت نار الغضا حطب السدر

  فلو كنت تجزي أو تثيب بنعمة ... قريبا لردتك العطوف على عمرو

  قال هو عمرو بن الزبير أخوه ضربه عبد الله حتى مات وكان مباينا له.