اختلاف العلماء في تفضيل بعض الشعراء على بعض
  الزبيري قال حدثني شيخ يكنى أبا داود عن الشعبي قال دخلت على عبد الملك وعنده الأخطل وأنا لا أعرفه وذلك أول يوم وفدت فيه من العراق على عبد الملك فقلت حين دخلت عامر بن شراحيل الشعبي يا أمير المؤمنين فقال على علم ما أذنا لك فقلت هذه واحدة على وافد أهل العراق يعني أنه أخطأ قال ثم إن عبد الملك سأل الأخطل من أشعر الناس فقال أنا فعجلت وقلت لعبد الملك من هذا يا أمير المؤمنين فتبسم وقال الأخطل فقلت في نفسي اثنتان على وافد أهل العراق فقلت له أشعر منك الذي يقول:
  هذا غلام حسن وجهه ... مستقبل الخير سريع التمام
  للحارث الأكبر والحارث ... الأصغر فالأعرج خير الأنام
  ثم لعمرو ولعمرو وقد ... أسرع في الخيرات منه أمام
  قال هي أمامة أم عمرو الأصغر بن المنذر بن إمرئ القيس بن النعمان بن الشقيقة:
  خمسة آباء هم ما هم ... أفضل من يشرب صوب الغمام
  والشعر للنابغة فالتفت إلي الأخطل فقال إن أمير المؤمنين إنما سألني عن أشعر أهل زمانه ولو سألني عن أشعر أهل الجاهلية كنت حريا أن أقول كما قلت أو شبيها به فقلت في نفسي ثلاث على وافد أهل العراق.
  قال أبو الفرج وقد وجدت هذا الخبر أتم من هذه الرواية ذكره أحمد بن الحارث الخراز في كتابه عن المدائني عن عبد الملك بن مسلم قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أنه ليس شيء من لذة الدنيا إلا وقد أصبت منه ولم يبق