شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما قيل في التفضيل بين الصحابة

صفحة 221 - الجزء 20

  وغضب عليهم وسخط فعلهم فضلا عن أن يشهر عليهم السيف أو يدعو إلى نفسه لقلنا إنهم من الهالكين كما لو غضب عليهم رسول الله ÷ لأنه قد ثبت أن رسول الله ÷ قال له حربك حربي وسلمك سلمي وأنه قال اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وقال له لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ولكنا رأينا رضي إمامتهم وبايعهم وصلى خلفهم وأنكحهم وأكل من فيئهم فلم يكن لنا أن نتعدى فعله ولا نتجاوز ما اشتهر عنه ألا ترى أنه لما برئ من معاوية برئنا منه ولما لعنه لعناه ولما حكم بضلال أهل الشام ومن كان فيهم من بقايا الصحابة كعمرو بن العاص وعبد الله ابنه وغيرهما حكمنا أيضا بضلالهم.

  والحاصل أنا لم نجعل بينه وبين النبي ÷ إلا رتبة النبوة وأعطيناه كل ما عدا ذلك من الفضل المشترك بينه وبينه ولم نطعن في أكابر الصحابة الذين لم يصح عندنا أنه طعن فيهم وعاملناهم بما عاملهم # به

فصل فيما قيل في التفضيل بين الصحابة

  والقول بالتفضيل قول قديم قد قال به كثير من الصحابة والتابعين فمن الصحابة عمار والمقداد وأبو ذر وسلمان وجابر بن عبد الله وأبي بن كعب وحذيفة وبريدة وأبو أيوب وسهل بن حنيف وعثمان بن حنيف وأبو الهيثم بن التيهان وخزيمة بن ثابت وأبو الطفيل عامر بن واثلة والعباس بن عبد المطلب وبنوه وبنو هاشم كافة وبنو المطلب كافة.