شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الأخبار الواردة عن معرفة الإمام علي بالأمور الغيبية

صفحة 292 - الجزء 2

  إنك تؤخذ بعدي وتصلب فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دما حتى تخضب لحيتك فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة يقضى عليك فانتظر ذلك والموضع الذي تصلب فيه على باب دار عمرو بن حريث إنك لعاشر عشرة أنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة يعني الأرض ولأرينك النخلة التي تصلب على جذعها ثم أراه إياها بعد ذلك بيومين وكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول بوركت من نخلة لك خلقت ولي نبت فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علي # حتى قطعت فكان يرصد جذعها ويتعاهده ويتردد إليه ويبصره وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له إني مجاورك فأحسن جواري فلا يعلم عمرو ما يريد فيقول له أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم.

  قال وحج في السنة التي قتل فيها فدخل على أم سلمة ^ فقالت له من أنت قال عراقي فاستنسبته فذكر لها أنه مولى علي بن أبي طالب فقالت أنت هيثم قال بل أنا ميثم فقالت سبحان الله والله لربما سمعت رسول الله ÷ يوصي بك عليا في جوف الليل فسألها عن الحسين بن علي فقالت هو في حائط له قال أخبريه أني قد أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله ولا أقدر اليوم على لقائه وأريد الرجوع فدعت بطيب فطيبت لحيته فقال لها أما إنها ستخضب بدم فقالت من أنبأك هذا قال أنبأني سيدي فبكت أم سلمة وقالت له إنه ليس بسيدك وحدك هو سيدي وسيد المسلمين ثم ودعته.