شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

42 - ومن خطبة له #

صفحة 318 - الجزء 2

٤٢ - ومن خطبة له #

  أَيُّهَا اَلنَّاسُ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اِثْنَتَانِ اِثْنَانِ اِتِّبَاعُ اَلْهَوَى وطُولُ اَلْأَمَلِ فَأَمَّا اِتِّبَاعُ اَلْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ اَلْحَقِّ وأَمَّا طُولُ اَلْأَمَلِ فَيُنْسِي اَلآْخِرَةَ أَلاَ وإِنَّ اَلدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ [جَذَّاءَ] فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ اَلْإِنَاءِ اِصْطَبَّهَا صَابُّهَا أَلاَ وإِنَّ اَلآْخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ ولِكُلٍّ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ اَلآْخِرَةِ ولاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ اَلدُّنْيَا فَإِنَّ كُلَّ وَلَدٍ سَيُلْحَقُ بِأُمِّهِ بِأَبِيهِ [بِأُمِّهِ] يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وإِنَّ اَلْيَوْمَ عَمَلٌ ولاَ حِسَابَ وغَداً حِسَابٌ ولاَ عَمَلَ قال الرضي | أقول الحذاء السريعة ومن الناس من يرويه جذاء بالجيم والذال أي انقطع درها وخيرها الصبابة بقية الماء في الإناء واصطبها صابها مثل قولك أبقاها مبقيها أو تركها تاركها ونحو ذلك يقول أخوف ما أخافه عليكم اتباع الهوى وطول الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وهذا صحيح لا ريب فيه لأن الهوى يعمي البصيرة وقد قيل