شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار متفرقة

صفحة 111 - الجزء 3

  #: نعم، فأمره عدي بذلك، وكان اسم الرجل خفاف بن عبد الله.

  فقدم على ابن عمه حابس بن سعد بالشام وحابس سيد طيء بها، فحدث خفاف حابسا أنه شهد عثمان بالمدينة، وسار مع علي إلى الكوفة وكان لخفاف لسان وهيئة وشعر، فغدا حابس بخفاف إلى معاوية، فقال: إن هذا ابن عم لي قدم الكوفة مع علي، وشهد عثمان بالمدينة وهو ثقة، فقال له معاوية: هات حدثنا عن عثمان، فقال: نعم، حصره المكشوح وحكم فيه حكيم، ووليه عمار وتجرد في أمره ثلاثة نفر: عدي بن حاتم، والأشتر النخعي، وعمرو بن الحمق، وجد في أمره رجلان: وطلحة، والزبير، وأبرأ الناس منه علي قال: ثم مه.

  قال: ثم تهافت الناس على علي بالبيعة تهافت الفراش، حتى ضاعت النعل وسقط الرداء، ووطئ الشيخ ولم يذكر عثمان ولم يذكر له، ثم تهيأ للمسير وخف معه المهاجرون والأنصار، وكره القتال معه ثلاثة نفر: سعد بن مالك، وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة، فلم يستكره أحدا واستغنى بمن خف معه عمن ثقل، ثم سار حتى أتى جبل طيء فأتته منا جماعة كان ضاربا بهم الناس، حتى إذا كان ببعض الطريق أتاه مسير طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة، فسرح رجالا إلى الكوفة يدعونهم، فأجابوا دعوته فسار إلى البصرة، فإذا هي في كفه، ثم قدم الكوفة فحمل إليه الصبي، ودبت إليه العجوز، وخرجت إليه العروس فرحا به وشوقا إليه وتركته، وليس له همة إلا الشام.

  فذعر معاوية من قوله وقال حابس: أيها الأمير، لقد أسمعني شعرا غير به حالي في عثمان وعظم به عليا عندي.