أخبار متفرقة
  قال نصر: وحدثنا عطية بن غني عن زياد بن رستم، قال: كتب معاوية إلى عبد الله بن عمر خاصة، وإلى سعد بن أبي وقاص، وإلى محمد بن مسلمة دون كتابه إلى أهل المدينة، فكان كتابه إلى عبد الله بن عمر، أما بعد: فإنه لم يكن أحد من قريش أحب إلي أن يجتمع عليه الناس بعد قتل عثمان منك، ثم ذكرت خذلك إياه وطعنك على أنصاره فتغيرت لك، وقد هون ذلك علي خلافك على علي، ومحا عنك بعض ما كان منك، فأعنا رحمك الله على حق هذا الخليفة المظلوم، فإني لست أريد الإمارة عليك ولكني أريدها لك، فإن أبيت كانت شورى بين المسلمين.
  فأجابه عبد الله بن عمر: أما بعد، فإن الرأي الذي أطمعك في هو الذي صيرك إلى ما صيرك إليه اترك عليا في المهاجرين والأنصار، وطلحة والزبير، وعائشة أم المؤمنين، وأتبعك، وأما زعمك أني طعنت على علي فلعمري ما أنا كعلي في الإيمان والهجرة ومكانه من رسول الله ÷، ونكايته في المشركين ولكني عهد إلي في هذا الأمر عهد ففزعت فيه إلى الوقوف، وقلت: إن كان هذا هدى ففضل تركته، وإن كان ضلالا فشر نجوت منه فأغن عنا نفسك والسلام.