شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول فيما يذهب إليه أصحابنا المعتزلة في الإمامة والتفضيل والبغاة والخوارج

صفحة 8 - الجزء 1

  ثم إن قاضي القضاة | ذكر في شرح المقالات لأبي القاسم البلخي، أن أبا علي | ما مات حتى قال بتفضيل علي # وقال إنه نقل ذلك عنه سماعا، ولم يوجد في شيء من مصنفاته، وقال أيضا إن أبا علي | يوم مات استدنى ابنه أبا هاشم إليه وكان قد ضعف عن رفع الصوت فألقى إليه أشياء من جملتها القول بتفضيل علي #.

  وممن ذهب من البصريين إلى تفضيله # الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي البصري ¥ كان متحققا بتفضيله ومبالغا في ذلك وصنف فيه كتابا مفردا.

  وممن ذهب إلى تفضيله # من البصريين قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد | ذكر ابن متويه عنه في كتاب الكفاية في علم الكلام أنه كان من المتوقفين بين علي # وأبي بكر، ثم قطع على تفضيل علي # بكامل المنزلة.

  ومن البصريين الذاهبين إلى تفضيله # أبو محمد الحسن بن متويه صاحب التذكرة نص في كتاب الكفاية على تفضيله # على أبي بكر احتج لذلك وأطال في الاحتجاج.

  فهذان المذهبان كما عرفت.

  وذهب كثير من الشيوخ رحمهم الله إلى التوقف فيهما وهو قول أبي حذيفة واصل بن عطاء وأبي الهذيل محمد بن الهذيل العلاف من المتقدمين وهما وإن ذهبا إلى التوقف بينه # وبين أبي بكر وعمر قاطعان على تفضيله على عثمان.