شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب علي بن الجهم وذكر طائفة من أخباره وشعره

صفحة 125 - الجزء 3

  أبو الوليد بن أحمد بن أبي دواد وكان رتبه قاضيا:

  لا محكما جلدا ولا مستطرفا ... كهلا ولا مستحدثا محمودا

  شرها إذا ذكر المكارم والعلا ... ذكر القلايا مبدئا ومعيدا

  ويود لو مسخت ربيعة كلها ... وبنو أياد صحفة وثريدا

  وإذا تربع في المجالس خلته ... ضبعا وخلت بني أبيه قرودا

  وإذا تبسم ضاحكا شبهته ... شرقا تعجل شربه مردودا

  لا أصبحت بالخير عين أبصرت ... تلك المناخر والثنايا السودا

  وقال يهجوه لما فلج:

  لم يبق منك سوى خيالك لامعا ... فوق الفراش ممهدا بوساد

  فرحت بمصرعك البرية كلها ... من كان منهم موقنا بمعاد

  كم مجلس لله قد عطلته ... كي لا يحدث فيه بالإسناد

  ولكم مصابيح لنا أطفأتها ... حتى تحيد عن الطريق الهادي

  ولكم كريمة معشر أرملتها ... ومحدث أوثقت في الأقياد

  إن الأسارى في السجون تفرجوا ... لما أتتك مواكب العواد

  وغدا لمصرعك الطبيب فلم يجد ... لدواء دائك حيلة المرتاد

  فذق الهوان معجلا ومؤجلا ... والله رب العرش بالمرصاد

  لا زال فالجك الذي بك دائما ... وفجعت قبل الموت بالأولاد