شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي

صفحة 132 - الجزء 3

  خلوا سبيل هذا لا سبيل لكم عليه فأقبل إلينا ذلك الذمي فأخبرنا الخبر، وقد سألت عنهم فلم يخبرني أحد عنهم بشي ء، فليكتب إلي أمير المؤمنين فيهم برأي أنته إليه إن شاء الله.

  فكتب إليه أمير المؤمنين #، أما بعد، فقد فهمت ما ذكرت من أمر العصابة التي مرت بعملك، فقتلت البر المسلم وأمن عندهم المخالف المشرك، وأن أولئك قوم استهواهم الشيطان، فضلوا كالذين حسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا، فأسمع بهم وأبصر يوم تخبر أعمالهم، فالزم عملك وأقبل على خراجك، فإنك كما ذكرت في طاعتك ونصيحتك والسلام.

  قال: فكتب علي # إلى زياد بن خصفة مع عبد الله بن وأل التيمي كتابا نسخته، أما بعد، فقد كنت أمرتك أن تنزل دير أبي موسى حتى يأتيك أمري، وذلك أني لم أكن علمت أين توجه القوم، وقد بلغني أنهم أخذوا نحو: قرية من قرى السواد فاتبع آثارهم وسل عنهم، فإنهم قد قتلوا رجلا من أهل السواد مسلما مصليا، فإذا أنت لحقت بهم فارددهم إلي فإن أبوا فناجزهم واستعن بالله عليهم، فإنهم قد فارقوا الحق وسفكوا الدم الحرام وأخافوا السبيل والسلام.

  قال عبد الله بن وأل: فأخذت الكتاب منه # وأنا يومئذ شاب، فمضيت به غير بعيد، ثم رجعت إليه فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا أمضي مع زياد بن خصفة إلى عدوك إذا دفعت إليه كتابك، فقال: يا ابن أخي افعل، فو الله إني لأرجو أن تكون من أعواني على الحق وأنصاري على القوم الظالمين، قال: فو الله، ما أحب أن لي بمقالته