قصة الخريت بن راشد الناجي وخروجه على علي
  فقتلنا منهم ناسا كثيرا ولم نعد فيهم سيرتك فلم نقتل منهم مدبرا ولا أسيرا ولم نذفف منهم على جريح وقد نصرك الله والمسلمين والحمد لله رب العالمين.
  قال: فلما قدمت بالكتاب على علي # قرأه على أصحابه واستشارهم في الرأي فاجتمع رأي عامتهم على قول واحد قالوا: نرى أن تكتب إلى معقل بن قيس يتبع آثارهم ولا يزال في طلبهم حتى يقتلهم أو ينفيهم من أرض الإسلام فإنا لا نأمن أن يفسدوا عليك الناس.
  قال: فردني إليه وكتب معي أما بعد فالحمد لله على تأييده أولياءه وخذله أعداءه جزاك الله والمسلمين خيرا فقد أحسنتم البلاء وقضيتم ما عليكم فاسأل عن أخي بني ناجية فإن بلغك أنه استقر في بلد من البلدان فسر إليه حتى تقتله أو تنفيه فإنه لم يزل للمسلمين عدوا وللفاسقين وليا والسلام.
  قال: فسأل معقل عن مسيره والمكان الذي انتهى إليه فنبئ بمكانه بسيف البحر بفارس وأنه قد رد قومه عن طاعة علي # وأفسد من قبله من عبد القيس ومن والاهم من سائر العرب وكان قومه قد منعوا الصدقة عام صفين ومنعوها في ذلك العام أيضا فسار إليهم معقل بن قيس في ذلك الجيش من أهل الكوفة والبصرة فأخذوا على أرض فارس حتى انتهوا إلى أسياف البحر فلما سمع الخريت بن راشد بمسيره أقبل على من كان معه من أصحابه ممن يرى رأي الخوارج فأسر إليهم إني أرى رأيكم وأن عليا ما كان ينبغي له أن يحكم الرجال في دين الله وقال: لمن يرى رأي عثمان وأصحابه أنا على رأيكم وإن عثمان قتل مظلوما معقولا وقال لمن منع الصدقة: