شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خروج علي لحرب معاوية وما دار بينه وبين أصحابه

صفحة 179 - الجزء 3

  بن عوف على علي #، فقال: يا أمير المؤمنين، لئن كنا على الحق لأنت أهدانا سبيلا وأعظمنا في الخير نصيبا ولئن كنا على ضلال إنك لأثقلنا ظهرا وأعظمنا وزرا قد أمرتنا بالمسير إلى هذا العدو، وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولاية وأظهرنا لهم العداوة، نريد بذلك ما يعلمه الله تعالى من طاعتك أليس الذي نحن عليه هو الحق المبين، والذي عليه عدونا هو الحوب الكبير؟

  فقال #: بلى شهدت أنك إن مضيت معنا ناصرا لدعوتنا صحيح النية في نصرنا قد قطعت منهم الولاية، وأظهرت لهم العداوة كما زعمت، فإنك ولي الله تسبح في رضوانه، وتركض في طاعته فأبشر أبا زينب.

  وقال له عمار بن ياسر: اثبت أبا زينب ولا تشك في الأحزاب أعداء الله ورسوله.

  فقال أبو زينب: ما أحب أن لي شاهدين من هذه الأمة شهدا لي عما سألت من هذا الأمر الذي أهمني مكانكما.

  قال: وخرج عمار بن ياسر، وهو يقول:

  سيروا إلى الأحزاب أعداء النبي ... سيروا فخير الناس أتباع علي

  هذا أوان طاب سل المشرفي ... وقودنا الخيل وهز السمهري

  قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد عن أبي روق قال: دخل يزيد بن قيس الأرحبي على علي #، فقال: يا أمير المؤمنين، نحن أولو جهاز وعدة وأكثر