فصول في العلم الإلهي
  تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}[الأنعام: ٢٨]، فهذا علم بأمر مقدر على تقدير وقوع أصله الذي قد علم أنه لا يكون.
  القول الثاني: قول من زعم أنه تعالى لا يعلم الأمور المستقبلة، وشبهوه بكونه مدركا قالوا: كما أنه لا يدرك المستقبلات، فكذلك لا يعلم المستقبلات، وهو قول هشام بن الحكم.
  القول الثالث: قول من زعم أنه لا يعلم الأمور الحاضرة، وهذا القول نقيض القول الثاني، وشبهوه بكونه قادرا، قالوا: كما أنه لا يقدر على الموجود فكذلك لا يعلم الموجود، ونسب ابن الراوندي هذا القول إلى معمر بن عباد أحد شيوخنا وأصحابنا يكذبونه في ذلك ويدفعون الحكاية عنه.
  القول الرابع: قول من زعم أنه تعالى لا يعلم نفسه خاصة، ويعلم كل ما عدا ذاته ونسب ابن الراوندي هذه المقالة إلى معمر أيضا، وقال: إنه يقول إن العالم غير المعلوم، والشيء لا يكون غير نفسه وأصحابنا يكذبون ابن الراوندي في هذه الحكاية، وينزهون معمرا عنها.
  القول الخامس: قول من قال إنه تعالى لم يكن فيما لم يزل عالما بشيء أصلا، وإنما أحدث لنفسه علما علم به الأشياء، وهو قول جهم بن صفوان.
  القول السادس: قول من قال إنه تعالى لا يعلم كل المعلومات على تفاصيلها، وإنما يعلم ذلك إجمالا وهؤلاء يسمون المسترسلية؛ لأنهم يقولون يسترسل علمه على المعلومات