أباة الضيم وأخبارهم
  قال رؤساء خراسان من العجم لما قتل قتيبة: يا معشر العرب، قتلتم قتيبة والله لو كان منا، ثم مات لجعلناه في تابوت فكنا نستفتح به إذا غزونا.
  وقال الأصبهبذ: يا معشر العرب، قتلتم قتيبة ويزيد بن المهلب لقد جئتم شيئا إدا، فقيل له: أيهما كان أعظم عندكم وأهيب؟ قال: لو كان قتيبة بأقصى حجرة في المغرب مكبلا بالحديد والقيود، ويزيد معنا في بلدنا وال علينا، لكان قتيبة أهيب في صدورنا وأعظم.
  وقال عبد الرحمن بن جماعة الباهلي يرثي قتيبة:
  كأن أبا حفص قتيبة لم يسر ... بجيش إلى جيش ولم يعل منبرا
  ولم تخفق الرايات والجيش حوله ... صفوفا ولم يشهد له الناس عسكرا
  دعته المنايا فاستجاب لربه ... وراح إلى الجنات عفا مطهرا
  فما رزئ الإسلام بعد محمد ... بمثل أبي حفص فبكيه عبهرا
  عبهر أم ولد له.
  وفي الحديث الصحيح أن من خير الناس رجلا ممسكا بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها.
  كتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد واعلم أن عليك عيونا من الله ترعاك وتراك، فإذا لقيت العدو فاحرص على الموت توهب لك الحياة ولا تغسل الشهداء من دمائهم، فإن دم الشهيد يكون له نورا يوم القيامة.