الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[أدلة أهل البيت $ ومن وافقهم على خلود أهل الكبائر في النار إذا ماتوا مصرين عليها]

صفحة 380 - الجزء 2

  والآية الرابعة قوله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ١٥ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦}⁣[الانفطار] والفاجر يعم الكافر والفاسق.

  الآية الخامسة: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}⁣[البقرة ١٦٥] إلى قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ}⁣[البقرة ١٦٧]، والظالم يعم الكافر والفاسق إجماعاً، وصاحب الصغيرة على قول، وقد خصص بالإجماع، فبقي في الآية الكافر والفاسق، وقد حكم بعدم غيبوبتهما عن النار وعدم خروجهما من النار نصاً صريحاً في هاتين الآيتين لا يحتمل التأويل.

  الآية السادسة قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ٣٩}⁣[النازعات] والطاغي يعم الكافر والفاسق، وقد حكم سبحانه بأن الجحيم مأواهما معاً، ومحل لبثهما جميعاً.

  الآية السابعة قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}⁣[النازعات]، فلم يجعل الجنة مأوى إلا للمؤمن الذي هذه حالته، والفاسق بخلاف هذا الوصف، فلا حَظَّ له في دخول الجنة، ودلالة هذه الآية مفهوماً، ودلالة التي قبلها منطوقاً صريحاً، فلو دخل الفاسق الجنة لناقض منطوق الأولى ومفهوم الثانية، وكلام الله تعالى مصون عن التناقض والكذب اللازم عنه.

  الآية الثامنة قوله تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ٢١ لِلْطَّاغِينَ مَآبًا ٢٢ لابثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ٢٣}⁣[النبأ]، والطاغي يعم الكافر والفاسق، وقد حكم بأن جهنم مآب الطاغي، فلو دخل الجنة لكانت هي المآب، فيلزم التناقض والكذب، وقولُهم: الحُقُب ثمانون سنة، وأقل الجمع اثنان أو ثلاثة، فيحمل عليه لأنه المتيقن مردودٌ بعدم التسليم أن الحقب ثمانون سنة، بل هو اسم لقطع من الزمن غير محدود، وإن سلم فلم يقل أحقاباً متناهية المقدار، فلا يتم الدليل،