[فصل:] في الكلام على أهل الكبائر من هذه الأمة
  رسوله فلا شفاعة له.
  الحديث الثامن والأربعون: أخرج ابن عساكر عن البراء عن النبي ÷ «كفر بالله العظيم عشرة من هذه الأمة: الغال، والساحر، والديوث، وناكح المرأة في دبرها، وشارب الخمر، ومانع الزكاة، ومن وجد سعة ولم يحج، والساعي في الفتن، وبائع السلاح من أهل الحرب، ومن نكح ذات محرم منه» والمراد كفر النعمة وهو الفسق؛ لإجماع من عدا الخوارج أن مرتكب أي هذه الخصال ليس بكافر صريح، بل فاسق، ولا شفاعة إلا للمسلم، وهو من سلم الناس من يده ولسانه، ذكر هذه الأربعة الأحاديث الأخيرة في الاعتصام، وقد جمع الأخير منها جملة من الكبائر، وقد نص ÷ على كفر من ارتكب شيئاً [منها](١)، ولا شفاعة لكافر، سواء كان كفر جحود أو كفر، نعمة وهو المراد بهذا الحديث.
  الحديث التاسع والأربعون: ما تظاهر ونقله أهل الصحاح قال ÷: «يرد عليّ الحوض زمرة من أصحابي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً» قال في الاعتصام: وهذا ضد الشفاعة.
  الحديث الخمسون: ما رواه الحسن البصري عنه ÷ أنه قال: «ليست شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، ذكره الإمام المهدي # في غرر الفوائد، والقرشي في المنهاج، وذكره شيخنا | في السمط، قال: وقرره على الزيادة سفن النجاة، وما تلقوه بالقبول فهو قطعي؛ لعصمتهم. انتهى كلامه ¦.
(١) هذه الكلمة زيادة لاتساق الكلام.