[فصل:] في الكلام على أهل الكبائر من هذه الأمة
  بن عبد الله عن النبي ÷ أنه قال لكعب بن عجرة: «أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: أمراء يؤثرون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولم يرد عليّ الحوض يوم القيامة» وإذا كان ليس من النبي ÷، وليس النبي ÷ منه، ولم يرد عليه الحوض لم يكن له شفاعة؛ إذ لو شفع النبي ÷ له لكان الأمر بالعكس.
  الحديث الرابع والأربعون: من شمس الأخبار أيضاً قال: وبإسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي عن النبي ÷ أنه قال: «من لقي الله بدم حرام لقي الله يوم يلقاه وبين عينيه آيس من رحمة الله». فلو شفع له النبي ÷ لما كان آيساً من رحمة الله تعالى.
  الحديث الخامس والأربعون: أخرج الحاكم عن ابن عباس ® عن النبي ÷ أنه قال: «من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله». ومن برئت منه ذمة الله وذمة رسوله فلا شفاعة له.
  الحديث السادس والأربعون: أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر عن النبي ÷ أنه قال: «من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله ألا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة» فلو شفع له النبي ÷: فإما أن تقبل شفاعته فيأمن فيكذب الخبر؛ لأن الفعل المنفي يكذب بوقوعه ولو لحظة، وإما أن لا تقبل شفاعته ÷ فهو خلاف الإجماع.
  الحديث السابع والأربعون: أخرج الطبراني والضياء عن أوس بن شرحبيل عن النبي ÷ أنه قال: «من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام» والمراد الإسلام المرادف للإيمان، فيكون من مشى إلى الظالم فاسقاً، وقد مر في الحديث الخامس والأربعين(١) أن قد برئت منه ذمة الله وذمة
(١) في المخطوط: والأربعون.