الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[فصل:] في الكلام على أهل الكبائر من هذه الأمة

صفحة 401 - الجزء 2

  بن عبد الله عن النبي ÷ أنه قال لكعب بن عجرة: «أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: أمراء يؤثرون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولم يرد عليّ الحوض يوم القيامة» وإذا كان ليس من النبي ÷، وليس النبي ÷ منه، ولم يرد عليه الحوض لم يكن له شفاعة؛ إذ لو شفع النبي ÷ له لكان الأمر بالعكس.

  الحديث الرابع والأربعون: من شمس الأخبار أيضاً قال: وبإسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي عن النبي ÷ أنه قال: «من لقي الله بدم حرام لقي الله يوم يلقاه وبين عينيه آيس من رحمة الله». فلو شفع له النبي ÷ لما كان آيساً من رحمة الله تعالى.

  الحديث الخامس والأربعون: أخرج الحاكم عن ابن عباس ® عن النبي ÷ أنه قال: «من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله». ومن برئت منه ذمة الله وذمة رسوله فلا شفاعة له.

  الحديث السادس والأربعون: أخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر عن النبي ÷ أنه قال: «من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله ألا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة» فلو شفع له النبي ÷: فإما أن تقبل شفاعته فيأمن فيكذب الخبر؛ لأن الفعل المنفي يكذب بوقوعه ولو لحظة، وإما أن لا تقبل شفاعته ÷ فهو خلاف الإجماع.

  الحديث السابع والأربعون: أخرج الطبراني والضياء عن أوس بن شرحبيل عن النبي ÷ أنه قال: «من مشى إلى ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام» والمراد الإسلام المرادف للإيمان، فيكون من مشى إلى الظالم فاسقاً، وقد مر في الحديث الخامس والأربعين⁣(⁣١) أن قد برئت منه ذمة الله وذمة


(١) في المخطوط: والأربعون.