الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[من أحوال الآخرة: اللواء والحوض]

صفحة 590 - الجزء 2

  ثلاث ذوائب من نور، ذؤابة في المشرق، وذؤابة في المغرب، والثالثة وسط الدنيا، مكتوب عليها ثلاثة أسطر: الأول: ، والثاني: الحمد لله رب العالمين، والثالث: لا إله إلا الله محمد رسول الله، طول كل سطر ألف سنة، عرضه مسيرة ألف سنة، وتسير باللواء والحسن عن يمينك والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة، ثم ينادي مناد تحت العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، أبشر يا علي إنك تكسى إذا كسيت، وتدعى إذا دعيت، وتحى إذا حيت». انتهى، وقد ذكره المنصور بالله # في قصيدته بقوله:

  ومَن لِواء الحمد في كفه ... أخف من معضدة المختلي

  وأما الحوض: فأحاديث ورود أمته ÷ عليه الحوض كثيرة يمكن بلوغها حد التواتر المعنوي⁣(⁣١)، فإن قوله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين، وإنكم واردون علي الحوض» متواتر صدره، أعني: «إني تارك فيكم الثقلين» وأكثر رواياته متصل بها قوله: «وإنكم واردون علي الحوض، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، إلى سائر ما روي من الأحاديث في صفات الحوض. والأحاديث القاضية بثبوته، وبأن أمير المؤمنين # هو الساقي للأنام من حوض الكوثر في يوم المحشر كثيرة، فقد ذكر في شرح الأساس عنه ÷ أنه قال: «حوضي ما بين مكة إلى أيلة، له ميزابان من الجنة، إلى قوله: شرابه أشد


(١) قال في شفاء القاضي عياض: وروى حديث الحوض أيضاً أنس، وجابر بن سمرة، وابن عمر، وعقبة بن عامر، وحارثة بن وهب الخزاعي، والمستورد، وأبو برزة الأسلمي، وحذيفة بن اليمان، وأبو أمامة، وزيد بن أرقم، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد، وسهل بن سعد، وسويد بن جَبَلة، وأبو بكر، وعمر بن الخطاب، وابن زيد، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله الصنابحي، وأبو هريرة، والبراء بن عازب، وجندب، وعائشة وأسماء بنتا أبي بكر، وأبو بكرة، وخولة بنت قيس، وغيرهم انتهى بلفظه. (حاشية على الأصل).