(فصل:) في الكلام في شفاعة النبي ÷
  الذين ينتفعون به ويهتدون بهديه، ومثله قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ}[الحاقة ٤٨]، مع أنه تذكرة للجميع.
  (والحمد لله وحده، وصلاته وسلامه على محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين) يصح فيه الوجهان: بالجيم من النجابة، وهي الحسن، وبالخاء من الانتخاب، وهو انتقاء الطيب من الخبيث، والصفة يحتمل أنها كاشفة إن أريد بالصاحب المصطلح عليه عند أئمتنا $ ومن وافقهم من العلماء الأعلام، وهو من طالت مجالسته للنبي ÷ ومات متبعاً له من دون تغيير أو تبديل أو عصيان. ويحتمل أنها للاحتراس والاحتراز عن أهل البدع والعصاة عهده وبعده ÷ إن أريد بالصاحب (الصاحب) لغة، وهو من صحب الإنسان في سفر أو نحوه وإن لم يطعه فيما أمر ونهى. وعلى كلا الوجهين فليس من ابتدع من الصحابة وعصى الرسول ÷ داخلاً في الصلاة والترحم والتسليم؛ لخروجه بذلك عن ولاية الله سبحانه؛ لقوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة ٢٢]، وهذا واضح، ولله الحمد.