[كراماته #]
  صالح بن بدر الشرفي، عن السيد الفضل بن يحيى الحسيني أنه قال: كنت أنا ورجل من أصحابنا في تعز العدنية، فدخلت أنا وهو بعض مدارسهم وحضر بعض الصلوات، فقال صاحبي في أذانه: حي على خير العمل، فسمعه بعضهم، فقال شيخ تلك المدرسة: ما هذا المذهب الذي يذكر فيه حي على خير العمل؟ فقال له الشيخ: هذا المذهب مذهب الزيدية، فقال: وإلى من ينسبون؟ فقال الشيخ المقري: إلى رجل يقال له: زيد بن علي، ولعنه المقري وأنا أسمع أنا وصاحبي، فهممنا بقتله، وخرجنا من المسجد على أن نقتله، فلما بلغنا المنزل الذي نحن فيه أدركتنا ندامة على ترك قتله، فأمسينا نعمل كل حيلة، ثم عزمنا على أنا نقتله الصبح وأن قتلنا له غضباً لله تعالى ولابن بنت رسول الله ÷، فلما طلع الفجر غدونا عليه وإذا قد رمي به إلى مكان عال مذبوحاً، والأبواب من المسجد مغلقة موثقة، فطلب لينال فلم يمكن الصعود إليه إلا بالسلالم، وبلغ ذلك السلطان المجاهد فوقع عنده غاية الوقع(١) ونظروا موضع الذبح منه أسود لم ينزل منه قطرة كأنه حسم بنار.
  وهذا قليل من فضائله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام. انتهى، فهذا أنموذج يسير من مناقبه الشريفة وكرماته الجليلة، وهي أكثر من أن تحصى، وقد وشحت بها الأسفار وشنف (بها)(٢) أسماع البادين والحضار.
  وسار بها من لا يسير مشمراً ... وغَنَّى بها من لا يغني مُغرِّدا
  رحمة الله عليه وسلامه. انتهى.
  وهذا آخر ما وعد به شيخنا العزي ¦، وقد نقلته من عين صافية وفاء بما وعد به الشارح مع اختصار وإمعان، فجزاه الله بأفضل الجزاء، وأسكنه دار
(١) في الروض: الموقع.
(٢) ما بين القوسين من (الروض النضير).