[فصل] في الكلام أن الله واحد وأنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى
صفحة 325
- الجزء 1
  وأمَّا الصابون فَلمّا أقروا بأِنَّ للعالم صانعاً قادراً عالماً حياً قديماً، ثم ادعوا أنه خلق الأفلاك حيةً قادرةً عالمةً - صَارَ محاججتهم في دعوى كون الأفلاك قادرة عالمة حية، وتسميتِهم لها ملائكة وعبادتِها، فيقال: ما دليلكم على أنها قادرة عالمة حية واستحقاقها العبادة؟ ولا شك أنها دعوى باطلة؛ إذ المعلوم من حالها أَنها ليست كذلك، وإِنما هي من جملة مخلوقاته تعالى، فلا يَصحّ دعوى ما ذكروه وأنها آلهة تستحق العبادة مع الله تعالى. ومِن أعظم دليل على بطلان قولهم مناقضتُهم وصفها بالإلهية وأنها ملائكة؛ لأن المَلَكَ مخلوق غير إله، والإله بخلافه، فاجتماع الوصفين في ذات واحدة محال بَيِّن الإحالة بلا محالة.