الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

خلاصة حكم فدك والعوالي:

صفحة 174 - الجزء 2

  رسول الله ÷ بناته؟ فقال: هو ذاك. والاضطراب عند أهل الحديث من أكبر عيوب الحديث التي توجب ضعفه واطراحه، والتناقض والاختلاف في كلام المرء من أكبر الأدلة على بطلان ذلك الكلام.

  وحينئذ فقد ظهر لك أيها الطالب الرشاد بطلان فعل أبي بكر وعمر في أخذهما واستمرارهما على قبض فدك بأقوالهما وأفعالهما، لكنا نزيد الكلام إيضاحاً على سبيل التفضل وإزاحة شبهة من يحسن الظن بأبي بكر وعمر فنقول:

  لا يقال: قد تعارضت هذه الأخبار، والروايات المعارضة لحديث: «نحن معاشر الأنبياء» تفرد بها من ذكرتموها عنه، وحديث: نحن معاشر الأنبياء، رواه جماعة من المحدثين فيرجع عليها بكثرة رواته.

  لأنا نقول: رواية جميع المحدثين وغيرهم من الأئمة $ وشيعتهم ومخالفيهم كلها قد انتهت في الروايات المذكورة سابقاً في حديث: «نحن معاشر الأنبياء» قد انتهت إسناداتهم إلى عروة بن الزبير عن عائشة، ولم تقل عائشة: سمعت رسول الله ÷ يقول: نحن معاشر الأنبياء الخ، وإنما حكت ذلك عما أجاب به أبو بكر، فحصل التفرد في هذا الحديث في ثلاثة من رواته: أبو بكر، وهو مع ذلك خصم منازع وجار إلى نفسه حق القبض والإقباض والعزل والتولية وسائر التصرفات، وعائشة هي أعظم مناصر له في هذه الدعوى، وعروة، وهو بعد خالته عائشة في مناصرة أبي بكر، مع أنه مجروح عند أئمتنا $ وغيرهم بأنه كان من أعوان الظلمة، ولا كذلك سائر الأحاديث المعارضة لحديث: «نحن معاشر الأنبياء»، فإنها رواية ثبت غير متهم عن مثله إلى جماعة وأعداد من الصحابة والتابعين، فبعضها إلى أم هاني بنت أبي طالب ^، وهي أجل من أن تتهم أو تحتاج إلى تعديل، وبعضها إلى أبي الطفيل ¥، وهو كذلك، وبعضها إلى أبي سلمة زوج أم سلمة ^ قبل رسول الله ÷، وبعضها إلى هشام بن محمد الكلبي عن أبيه، وبعضها عن الهادي إلى